إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2012

الإسلام وعلاج مشكلات التنمية الاقتصادية



بسم الله الرحمن الرحيم
علاج مشكلات التنمية الاقتصادية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك،قال إني أعلم مالا تعلمون" ، وقال أيضاً: " قالوا ياشعيب أصلوتك تأمرك أن نترك آلهتنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشَؤ إنك لأنت الحليم الرشيد".
وبعد ،
فكثيراً ما يتحدث الناس العالم عن المشكلة الاقتصادية (ندرة الموارد المتاحة عن تلبية الاحتياجات البشرية المستمرة و المتزايدة) أنها المحور الرئيسي للتنمية الاقتصادية و أن العنصر الأساسي للتنمية الاقتصادية هو حل المشكلة الاقتصادية. فالكل قال أن هناك مشكلة اقتصادية ، والكل عرَّفها حسب ما يعتريه من مشاكل وقضايا ، ونسيَ أن المشكلة الاقتصادية تتعلق بالمسائل النسبية وليست المطلقة. فليس هناك مشكلة اقتصادية مطلقة إنما المشكلة الاقتصادية هي مشكلة نسبية.
لذلك أتى الاقتصاد الإسلامي مُعَرِّفاً نفسَهُ :[بالعلم الذي يبحث في أفضل استخدام ممكن لما أتاحه الله عزَّ وجلَّ من موارد بشرية أو طبيعية أو مادية لإنتاج أقصى ما يمكن من الطيبات والمنافع الحلال التي تشبع الحاجات الرشيدة حاضراً و مستقبلاً وتوزيعها توزيعاً عادلاً ، والعمل على نموها في المستقبل، وذلك في إطار القيم العقدية والشريعة الإسلامية]. فاختلف الاقتصاد الإسلامي عن الاقتصادات الوضعية (الرأسمالية ، الاشتراكية ، المختلطة) بالتفرقة بين مفهومي الندرة (النسبية ، والمطلقة) فتسنى للاقتصاد الإسلامي والمسلمين حل كل المشكلات الاقتصادية على مر العصور والأزمان.
ويبين الحق سبحانه وتعالى ذلك في قوله:"وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ، وماننزله إلا بقدر معلوم" ، وبين الله تعالى في سورة البقرة معناً عظيماً من قصة نبيه آدم عليه السلام فقال "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين".
**ومن ذلك فالتنمية الاقتصادية في الإسلام هي حتمية لاس محالة فالحق سبحانه وتعالى بينها في عنصرين أساسيين في كتابه الكريم في سورة نوح (الاستغفار ، السعي) فقال تعالى:"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً مالكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً والله جعل لكم الأرض بساطاً لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً" ،
 فأتت الآيات لتعطي المعنى الإسلامي الشامل للتنمية الاقتصادية بأسسها العامة وخطوطها العريضة، لذلك كانت تلك الآيات من أبلغ الأدلة الحاكمة على الاقتصاديين في وضع المفهوم الإسلامي للتنمية الاقتصادية. وبذلك خرج لنا التعريف الآتي للتنمية الاقتصادية في الإسلام :[ التنمية هي تغير هيكلي في المناخ الاقتصادي والاجتماعي ، يتبع تطبيق الشريعة الإسلامية والتمسك بعقيدة الإسلام ، وتعبئة الطاقات البشرية للتوسع في عمارة الأرض والكسب الحلال بأفضل الطرق الممكنة في إطار التوازن بين الأهداف المادية وغير المادية].
لذلك يتعين علينا نحن أمة الإسلام حتى نُقيم التنمية الاقتصادية في بلادنا ونستفيد من هذه المفاهيم الإسلامية الرشيدة فإنه علينا الآتي:
-        إعلان التزامنا بتطبيق الشريعة الإسلامية في كافة المجالات.
-        تنشيط الدعوة الإسلامية مما يساعد على قبول التغيير الهيكلي في المناخ الاقتصادي الاجتماعي (التغيير بالوعي).
-        عدم ادخار جهداً في سبيل دعم نظام قضائي مستقل وبناء نظام الشورى وإقامة جهاز الحسبة بما يضمن حرية الفكر والنشاط وكفاءة الأسواق وسلامة التصرفات في المعاملات السلعية والمالية.
-        أن نقوم بامتلاك سياسات شرعية واضحة تعمل على تقويض دعائم كافة التنظيمات والمؤسسات الوضعية المخالفة للشريعة واستبدالها بتنظيمات ومؤسسات اقتصادية إسلامية وذلك خلال مرحلة انتقالية محددة زمنياً.
لذلك فإن القاعدة الأساسية للخروج من أزمة الكساد الاقتصادي والفوضى المالية العالمية الراهنة ، وحتى نعالج مشكلات التنمية الاقتصادية في بلادنا:هي الالتزام التام والكامل بأركان الإسلام فهي الركائز والأعمدة التي يقام عليها النظام السليم} اجتماعيا ،سياسيا ،اقتصاديا,....{.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

استضافة الإعلانات

ادفع لمديرإدارةالمدونة مبلغ (( 20.00 $ )) وأرسل التصميم على الميل anwo_neanaa@yahoo.com للاستفسارات اتصل بالرقم 00201022238227